" بين التاريخ والوجود صلة مابين الفرع والأصل ، إذ أن الذي حدث في الواقع هو بعض مما يحدث وما قد يحدث" !
التاريخ ليس فقط سطور تكتب في مراجع ومؤلفات لقضايا وأحداث ، أو سرد حادثة معينة نقلاً عن أشخاص مختلفين، ، ولا محصوراً في شخصيات ظلت أسمائهما محفورة ومعروفة سواء بالخير أو الشر ! إن التاريخ هو قراءة لحدث بعين مختلفة وفهم متعمق وتحليل يصف ما مضى من وقائع وأحداث لفهم ما يحدث الآن ! والتنبؤ بما سيحدث غداً.
إن معرفة الماضي تُفيد في معرفة الحاضر والمستقبل أيضاً ، فالحاضر ليس إلا إفضاء لما كان ومحصّل خبرة كانت وتكون ، ووليد تراكم أحداث ومفاهيم وقيم.
إن النظر إلى الماضي على امتداد تسلسل الزمن ، والتعرف على الآليات التي شكلت مسار التاريخ ليس أمراً شائقاً في حد ذاته فحسب، لكنه مفيد أيضاً في اقتناص لمحات من المستقبل...
لماذا للتاريخ أجدد؟
إن المناهج الدراسية للعلوم الإجتماعية والوطنية تزخر بالأحداث التاريخية الهامة والمسردة على هيئة نسق تاريخي بحت ، متضمنة صوراً وخرائط ومعلومات إثرائية وتواريخ وشخصيات متعددة، و قد تجد معلمة الصف صعوبة في نقل هذا المحتوى البعيد عن الواقع للطالبات و تقبلهن لهذه الموضوعات الدراسية التاريخية بطرق إبداعية ووسائل معينة لتوظيف هذه الأحداث في غرفة الصف بطريقة واضحة ومفهومة وشيقة، خصوصاً إذا كانت الأساليب المتبعة في تدريس المواد الاجتماعية تعتمد على الحفظ والإظهار وإهمال نشاط المتعلم والمهارات التي يمكن أن تُنمى لديه.
وهذا ما يجعل الأمر يشكل صعوبة بالغة حيث يتم الفصل التام بين دراسة التاريخ والبيئة والأحداث الجارية ، مما يجعل الحدث جافاً وبعيد عن حياة المتعلمين.
لذلك فإن عرض المحتوى الدراسي التاريخي بشكل حواري وقضايا تساعد المتعلمين على البحث والتقصي والقيام بأنشطة مختلفة وربطه بالمجتمع والبيئة وتفعيل وسائل معينة هو مما لاشك سيضفي للحدث التاريخي طابعاً مختلفاً يجعل المتعلم قادراً على إثارة الأسئلة حوله و فهمه وتحليله.